أعاد متطوعو الهلال الأحمر العربي السوري بدرعا الأمل للعديد من الأشخاص بعد مساعدتهم على تركيب أطراف صناعية لهم عوضاً عن أطرافهم التي فقدوها جراء تعرضهم لحوادث أو أمراض. تركيب الأطراف الذي يقدمه فرع الهلال الأحمر بدرعا يتم عبر مركز تركيب الأطراف الصناعية الموجود في بلدة شبعا بريف دمشق، وهو من أهم المشاريع الرائدة التي قام بها الهلال بدعم من اللجنة الدولية للصليب الأحمر وفق مديرة قسم الإعلام رهف عبود. وأوضحت عبود أن المركز يقدم الأطراف الصناعية بمختلف أنواعها وأجهزة المشي لحالات شلل الأطفال والمعينات الحركية، حيث يتم استقبال الحالات مباشرة أو عن طريق أي جهة طبية ويقدم خدمات مجانية تشمل التنقل من وإلى المركز وكل ما يحتاجه المريض من وسائط مساعدة للمشي “وكر للمشي وعكازات وكرسي متحرك” والمعالجة الفيزيائية تكون قبل وبعد التركيب. ولفتت عبود إلى أنه يجب أن تكون الحالة الصحية للمريض جيدة ويكون خالياً من الأمراض الإنتانية والمعدية، وسليماً من الجروح والقروح، وقادراً على متابعة تمارين العلاج الفيزيائي، مشيرة إلى أنه تم خلال العام الماضي تقديم 509 من المعينات الحركية في حين تلقى 520 شخصاً خدمة تركيب الأطراف و2555 شخصاً خدمات العلاج الفيزيائي. جمال حمد البالغ من العمر 70 عاماً، أحد المرضى الذين تم تركيب طرف صناعي لهم أوضح أنه تعرض لبتر طرفين سفليين جراء إصابته بقدم سكرية عندما كان يعمل سائق شاحنة، فتواصل مع متطوعي فرع الهلال بدرعا وقدموا له كل الرعاية من خلال أخذه للمركز وتركيب طرفين سفليين.. وحالياً يتدرب حمد بإشراف اختصاصيين على استخدام الطرفين، وقال في حديثه لـ سانا: بعد تركيب الطرفين شعرت بالعودة من جديد إلى الحياة وانتقلت من حالة أن أكون عالة على الأسرة إلى المعيل وأقوم حالياً على تأسيس مشروع صغير أعمل من خلاله. الطالب يزن الأكراد تعرض لبتر قدم نتيجة سقوط جدار عليه، حيث قال: تواصل والدي مع الهلال وتم تركيب طرف بديل لقدمي، وقد خضعت لجلسات عديدة من الكشف والعلاج الفيزيائي، مضيفاً: عند إصابتي شعرت بنهاية الحياة ولكنني الآن عدت من جديد لدراستي وممارسة هوايتي في لعب كرة القدم وركوب الدراجة وأقوم بكل احتياجاتي دون مساعدة أحد. ولفت رئيس فرع الهلال بدرعا الدكتور أحمد مسالمة إلى أن تركيب الأطراف الصناعية المتنوعة للجرحى والمصابين يسهم في تعزيز الحالة الحركية والحسية والنفسية لديهم، ويتم من خلال خطوات عديدة تبدأ من تصنيع الطرف المناسب جسدياً وفنياً ثم جلسات العلاج الفيزيائي والنفسي للتأقلم، وبفضل هذه الخدمة استطاع العديد من الأشخاص العودة إلى مزاولة أعمالهم ورعاية أسرهم بالشكل المناسب. وأوضح المعالج محمد مطرود المشرف على العديد من الحالات أن الحالة النفسية الإيجابية التي يتمتع بها المصابون عامل مهم في نجاح تركيب الأطراف الصناعية ومتابعة العلاج، وتكون مساعدة في تقليل الوقت والجهد لتركيب الأطراف، لافتاً إلى أن هناك العديد من الحالات عادت إلى مزاولة أعمالها السابقة واستطاعت التغلب على صعوبات الحياة.